جلستْ على سريرها الأسود تحكي ماضيها المؤلم المَرير، كانت دموعها سيلًا متدفقًا، ذهبتْ تسترجع ما حدث لها بالأمس، تذكرتْ ليلتها الظلماء، ليلتها السوداء القاتِمة التي بكى مِن أجلها القمر والشجر والحجر، وهل تنسى ليلة دفنت فيها حُبها وتمسكها بالحياة؟
ليلتها التي تَمنتْ الموت فيها قبل أن تكتشف كل تلك القسوة مِمَن تُحبهم، ليلتها التي حولتها إلى مجرد جسدٍ فارغ مِن روحه مِن فرط الحزن أصاب قلبها، ليلتها التي جعلتْ جسدها يرتطم بالجدران الباردة حتى أصبحتْ ترتجف مِن شدة البرد القارص، كانت تئن صارخة مِن أعماق أعماقِها دون يكترث لها أحد، كانت صرختُها مُزمجرة فاقت جميع الصرخات، كانت الحياة مُجْحِفَةً معها في كل شيء، على الرغم مِن كل ما انتهجته الحياة مِن قسوة ضدها؛ كانت تقف شامخةً صلبةً في وجه تلك المصاعب، لم تتورع لِلَحظةٍ واحدة، أرادة الهروب بعيدًا كي تنسى كل تلك الجراح المؤلِمة، لكن هيهات لها أن تنسى جرحًا مِن الصعب أن يندمل أو أن تغفر لِمن اقترف بحقِها ذنبًا أطفأ روحها قسرًا ودونما ذنب.
تعليقات
إرسال تعليق