الكاتبة عائشة السعيد
بداخلنا الكثير... الكثير من المخاوف والمشاعر السلبية؛ بعضنا يقاومها ويكون لها ندًّا قويًّا، وخصمًا غير هينٍ؛ حتى يصرعها؛ فتضمخل وتتلاشى بعيدًا عن غياهب عقله، وتذروها الرياح كما تذور الثرى، وأما البعض الآخر فيصبح أسيرًا لها؛ ويكأن هناك أيادٍ عابثة تسحبه إلى قاع الظلمات، وما ذلك إلا محض أوهامٍ تملأ رأسه المسكين... المسكين المستكين؛ لدجنة مخاوفه؛ فينتهي به الأمر وقد صار فريسةً لغَيْهَب أفكاره، وحينها فقط ينظر حوله؛ فلا يرى إلا سوادً؛ فها قد صار غارقًا وسط سراب مخاوفه، وحينها يدرك فداحة فعله؛ ويحاول عبثًا النجاة مما قد سببه استسلامه للخوف؛ ولكن قد فات الآوان ورزحَ جسده غائبًا بين دوامة سوداء، قد صنعها له عقله.
تعليقات
إرسال تعليق