*وحيدًا متوحدًا*
إنها الوحدة يا ساده: آفة الزمان، قاتل الأنسان، وشبح الأيام؛ نعم إنها أكثر الأشياء مرارة على قلب المرء؛ لطالما كنت وحيدًا متوحدًا، تشهد عليك تلك الطرقات الطويلة التي سِرتها بمفردك، تشهد عليك دمعاتك المتساقطة دون صوت، تشهد عليك هزائمك التي استقبلتها بابتسامة بلهاء، تشهد عليك المقاهي والأماكن العامة التي لا يُذهب إليها إلا في تجمعات، ولطالما زرتها بمفردك إحساسك بكونك وحيد يجعلك غريب عن كل من حولك، يجعلك تغرق في تفكيرك دون معرفة أحد بتلك الحرب التي بداخلك، يجعلك تفعل كل الأشياء التي بحياتك دون شغف؛ حيث أنه لا يوجد من تخبره بأحزانك وتلك المواقف الصعبة، وعثراتك، أو حتى شخص تخبره بأي انتصار بحياتك، أو شيء جميل قمت به، أو كونك سعيد، دائمًا على يقين أن كل شيء تفعله لا يهم أحد، وهو عائد إليك أنت فقط؛ الوحدة تصنع منك شخصًا صامتًا، وصلب لا يهتم بوجود أحد، أو غيابه؛ لأنك فالنهاية مررت بكل الأشياء الجميلة والصعبة أيضًا بمفردك، إذًا فما حاجتك بأي شخص يكون معك؛ فدائمًا كنت العون والسند لنفسك في أوقاتك الصعبة، وكنت المحفز والملهم لنفسك في كل انتصاراتك، فما اتكأت يومًا على أحد وكنت دائمًا تتكئ على جدران غرفتك الوحيدة مثلك، والتي لم تجد ملجأ وأمان غيرها عن ذلك العالم الخارجي المزيف، ولكن تلك الوحدة كانت لك خير عون وصديق، وجعلت منكَ إنسان أفضل، وصلب لا يكسر.
*إيمان الهداري*
*تيم حبر*
*كيان تبلج
قلم*
تعليقات
إرسال تعليق