القائمة الرئيسية

الصفحات

 


لولا اختلافنا لكُنا جاهلين، مُملين، راكدين، لكانت وقفت الحياة للحظة لتشابه الأنماط، نظرتُ عدة دقائق للأشخاص حولي في مكانٍ عام، رأيتُ عقولًا سيرها الأموال، فلا تعرف غير الأثمان، لا تُقدر ولا تعترف سوى بالأعداد، وأخرى لا تنصت، لا ترى سواها، هي الأكثر علمًا، هي الأفضل رأيًا، هي كل شيء، لا يقبل الانتقاد، لا يستقبل الأفكار، منغلق على ما خلقه بنفسه داخله، جاهلًا لما يعلمه الناس حوله، ولكن يظن أنه الأذكى بينهم، وأخرى مُستنيرة، مُبصرة على ما حولها، تتقبل، وتنصت، وتُمجد الأفكار التي تستحق، تُقدر الأشخاص دون رؤية ما يملكون، وأخرى كالكتاب، لا تخرج عن النص، لا ترضى بغير المألوف، تسير على القواعد، وتتبع ما تؤمر به، وإن تُركت تُهلك، فهي لا تعلم سوى أن تسير على ما رُسم لأجلها، ولا تقدر على شق طريق أفكارها بذاتها، والأصح من كل هذه، أن تكون شخصًا مُتزنٌ بينهم، أن تتعلم كيف تأخذ ما يُناسب بدرجاتٌ متناسبة، أن تكن أنت، وليس تابع. 



*لـِ سـلـمـى قـطـب.*

تعليقات