*مأساة أن يكون الكتمان مؤذي، والبوح لن يغير شيء.*
أعلم أن الكتمان مؤذي؛ يودي بصاحبه للهلاك، يترك جراحًا غائرة في قلب الإنسان لن تلتئم بسهولة، يخدش الروح أيضًا، يجعلها هشة ضعيفة مع أول خيبة تنهار وتفقد قواها، آثاره اللعينة تظهر جليةً على تصرفات الإنسان وأفعاله، كالبكاء على أتفه الأسباب، والعصبية من أقل شيء، إنه أشبه بالحريق، تظل تكتم كل ما تمر به، إلى أن يتراكم كل شيء بصدرك، فتشتعل من داخلك وتحترق؛ ورائحة الحريق لن يشُمها سواك، ولن تؤذي أحدًا غيرك، وبمرور الوقت ستخور قواك، ستفقد القدرة على المقاومة، ستهدمك أبسط الأشياء، ستثور كالثور الهائج والعواصف القوية، لأنك أمام الأسباب الكبيرة لم تبكِ، لم تُخرج ما يجول بداخلك، والبوح كذلك لن يغير شيء، فإن كانت عواقب الكتمان وخيمة فعواقب البوح أوْخم، إن كتمت لن تؤذي سوى نفسك ولن يكون أحدًا سببًا في أذيتك سواك، أما إن بُحت بما يكمن داخل قلبك، سيؤذيك من وثقت به، من فتحت له باب قلبك بكل ثقة وطمأنينة أنه لن يكون سببًا في أذيتك يومًا، لن يغير البوح شيئًا بالفعل، لن يطفئ النار التي بداخلك، بل سيزيدك اشتعالًا، على كل حال أرى أن الكتمان أفضل من البوح، ستزول آثار الكتمان بمرور الوقت، ولكن آثار البوح ستظل عالقة بقلبك، مخبأة داخل أعماقك، فلتكتم ما تمر به، وتخبئ الكلمات والمشاعر داخل صدرك، البشر مؤذيين، إن بُحت لن يرحموك، سيسحقونك بلا شفقة ولا رحمة، ما رأيك في الكتمان الآن؟ أليس أفضل؟
"لـِشيرين رمضان"
" تيم _حبر"
*#كيان_تبل
ج_قلم*
تعليقات
إرسال تعليق