فراق الأحبة مؤلم، مؤلم لحد كبير، أصرخ صمتًا ووجعًا حينما أسمع النداء تُوفِي غريب عني! لا أعرفه فما بالكم بعزيز على القلب يُؤنِسه؟! بالله! ووالله! وتالله! لولا ربط الله على قلبي لفسد ديني وجُنَّ عقلي، وابيضت عيناي حُزنًا، أن تُودِع أحدهم مُوقنًا بعدم اللقاء، تارة أخرى يُمزِق القلب كأن أسدًا سرِشًا ينهش نِياط قلبك المُرتعِش دون أدنى شفقة أو رحمة، رحم الله مَن غرس فينا من الشِيم أجملها، كان بركتنا، رحم الله مَن بهتت بسمتنا بعده طيلة الدهر، مَن قسم ظهورنا فجعة وفاته، لنا الله يربِط على قلوبنا! لنا الله يُرمِم الشرخ الذي أحدثته صرخة وجعنا عند وفاتك يا حبيبة بحناجِرنا! بكت عيني وآنَّ قلبي بشدة لكنها كانت دموع كاذبة رغم أنها بالله كانت صادقة، ولكن مهلًا كيف كانت صادقة ولم تُعِد الحبيب أو ألفظ أنفاسي الأخيرة وأمضي إلى حيث مضى؟! أُقسِم أن قلبي لم يعد يطيق فراقكم! اعتدت رسم بسمتي المُزيفة، الحديث مع مَن حولي ومُخيلتي مِلأها صورتك، صوتك يتردد بأُذني وكأن نغمة صوتك ألحان في أُذني، وعزف جميل على أوتار قلبي، أحِن إليكِ فقيدتي وما فادني الحنين شيئًا؛ فأنتِ لم تعودي ولا أنا ذهبت إليكِ، فجعة وفاتكِ تركت في الجميع ندبة، وصدع في الفؤاد أُقسم أنه لن يلتئِم ولو مر مِن الزمن قرون عِدة! خارت قُوى الرِجال، وشاب شعر النساء، وهرمت الأعمار جميعها لِفقدكِ، فقدنا الجسد لكن بالله بقيت بيننا الروح وعنا لم تغِب! يصرخ رجالنا أنكِ في قلوبنا حية لم تبتعدي، وينتحب نِسائنا كيف رحلتِ عنا! ما جرِيرتنا حتى يُيتم أبنائك، ويفقدكِ أحبتكِ بهذا الشكل المُروع، المُفزِع، طِبت يا قمري حيًا وميتًا، جمعنا الله بك في جنة الخُلدِ؛ حيث لا فقد ولا هجر ولا ألم!
الكاتبة: ياسمين حسن
"فقد الأحبة".
تعليقات
إرسال تعليق