بعدت بما يكفي حتى أنقلبت حياتي رأسًا على عقب، كفاك هجران، كما الطير أنتظر ولو ألمح جناحك على نافذة غرفتي كل يوم؛ ولكن: ليس من فائدة، أعود بجمع الحزن بين أحضاني لعله يلملم شتات ما تبقى من داخلي.
أنتظر الصباح وكأنك كالشمس التي ستنير عالمي ولكنها قد أحرقتني، أنتظر الغروب عندما تتلون السماء ولو قليل من اللون الأحمر يأتي بمخيلتي أنه قلبك؛ وسينبض بٱسمي ويهمس به؛ ولكن: يبات جرحي ينزف دما وأحاول أن أكفكف عن حمله ولكن: ليس من فائدة، أنتظر الليل على أنك نجم ستعود وتضيء عالمي المظلم بلونك الأبيض الساطع؛ ولكن: أعود خائبة،
إلى متي سأظل في هذه اللعنة؟؟
لا تبتعد عني وتتركني بين أحضان غرفة المشفى غارقة بمرضي وترحل، تتركني وحدي أعالج مرضي، ثواني ودقائق وساعات وأيام وأسابيع وشهور حتى أتممت العام، وتعود وتنتظرني بين يديك من جديد!! عليك اللعنه!! ستسخطك شرفة المشفى التي كانت مسكني بعد رحيلك أرتجف بها من البرد ليلًا ولكن: صامدة لعلي أراك، أو ألمح ولو طرفًا منك حتى أطمأن هذا الشوق واللهيب الذي يسكنني، سيبغضك طبيبي الذي رميت الكرسي المتحرك بأقصى قوتي بعيدًا عني وجلست أرضًا في ساحة المشفى، أبكي وهو بجانبي يطمئني ولكن: ليس من فائدة، سينبذك مرضي لأنه كان يتألم داخلي لست أنا فقط من كنت أتألم، ستكرهك عائلتي وكأنك إبليس بعينه لأني لم أتحدث معهم واو لمرة واحده معهم خلال مرضي وكأني بعالم آخر، حملني أخي بين ذراعية عندما عدت من المشفى،
نعم!! عدت لغرفتي من جديد، عدت إلى من تحمل جميع ذكرياتك كما داخلي تمامًا، قل لي الآن: هذا حب أم لعنة؟؟
لا تنتظر مني العودة من جديد
أذهب حيث أتيت.
فاطمة الزهراء إبراهيم جمعة
تعليقات
إرسال تعليق