كيف حالكِ يا قُدسِي؟ أبخيرٍ غزة الجريحة أُختكِ؟! أعتذر يا حبيبة عن تقصيري، مُقصِرون وبشدة أعلم، لكنّ ورب الكعبة ما بِيدي حيلة إلا الدعاء، لا أنساكِ يا حبيبة في سُجودي البتة، أشتاق الصلاة في ساحتكِ، أشتاق سماع القرآن عندكِ، رجوت الله كثيرًا أن يُصلِح حال أُمة أحمد، أن نُجهِز العِدة والعتاد ونتوكل على المُعين ونُخلِص النية له وحده وننطلق هاتفين "الله أكبر" على قلب رجلٍ واحد لكن لم يحدث إلى الآن، والله ما عرِفنا عن الله تأخيرًا في الإجابة إلا لِتحسن العطايا، وما أجمل عطايا الله يا أحلى عروسٍ بالدُنا، زادت جِراحكِ حبيبتي فأبشري بترياق دائِكِ قريبًا؛ فوالله ما عرِفنا ولا ذُقنا مِن الله إلا الجبر والنُور بعد ظُلمة الليل الحالكة، يقينًا سينصركِ الله الآن أو بعد حِين، ما يراه الله لكِ خيرًا سيقع لا محالة، لكن المُعضلة يا الجريحة هي أُمة محمد؛ لا ينصرون بعضهم، حالهم لا يسر حبيب في القتل والتشريد، يُقِر قلب العدو بفرحةٍ قبل تلذذِ الأعينٍ بمنظر الدِماء، رجوت المُعين أن يُخرِج مِن أصلابِنا وذُريتنا رِجالًا كالأسودٍ يزأرون بوجه العدو يدُبون الرُعب في أوصاله، ألححت في دعائي أن يُصلِح ذريتنا مِن النِساء؛ فلا ينظرون في قول العدو، ولا ينساقون لِمُغرياتٍ الزمان الخادعة؛ لِيكونوا دواءًا وضمادة لِجُرح رِجالنا في لقاء العدو، نِبراسًا للحق، مُحالٌ أن يكون نصركِ أضغاث أحلامٍ كما يدعي أعداء جمالكِ وعِزتكِ، لنا الله يا قُدسي، سينصركِ ولو بعد حين، أبشري بالفرج عما قريب، أنتِ العظيمة في عيون نبينا، شامخةً على مرِ الأزمان، عما قريبٍ نحتفِي في أرضكِ، نُقبِلك عروسًا مُكللةً بالنصر، ندفأ بأحضانكِ بعد ذاك السقيع في بُعدكِ وجفاء العدو لكِ، القدس لنا، الأرض لنا.
الكاتبة: ياسمين حسن
"جراح القدس الحبيبة".
تعليقات
إرسال تعليق